لماذا لا ينبغي إهمال التعليم في زمن الحرب؟| كتب د. مروان هائل عبدالمولى
د.
مروان هائل بسبب الحرب نحن نجازف بخسارة جيل بأكملة ، فقد تركت الحرب بصماتها القاسية على كل ما لمسته من المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية ، البصمة القاسية للحرب لم تعفي النظام التعليمي من الخسائر و الدمار .
خلال الحرب يعد التعليم في أي دولة من أكثر المناطق ضعفًا وضرراً ، والتقارير الأممية عن التعليم في اليمن تشير إلى ان خلال الثلاثة أعوام الأخيرة أخذ التعليم اتجاه كارثي في التراجع والانهيار ،بسبب الحروب الأهلية المستمرة حتى وصل إلى مستوى مقلق وهش .
الحرب اجبرت المعلمون وأساتذة الجامعات على مغادرة اعمالهم و البلاد ، بينما ذهب بعضهم بسبب الفقر مع طلابهم للانضمام الى صفوف القوات المسلحة والمليشيات ، لذلك يظل الهدف الاهم والرئيسي في اوقات الحرب هو المحافظة قدر الامكان على المعلمين الباقين في البلاد رغم الظروف الصعبة ، وكذلك الأطفال والشباب الذين يسعون جاهدين للتعليم و اكتساب المعرفة ، وهذا يعني ان على الدولة ان تجتهد في توفير الامكانات و الظروف الأمنة للتعليم وتأخذ في الاعتبار جودته.
اليوم يراقبنا العالم وبعض الدول تحاول مد يد العون لنا ، فنحن كشعب وبلاد ذات موقع استراتيجي عالمي مثيرون للاهتمام ، ويدرك الكثير داخل وخارج البلاد أن الاستثمار في تطوير التعليم يزيد من عدد المتعلمين في اليمن ، فهذا هو بنك المعرفة الوطني للأشخاص الذين يؤثرون على التغييرات في الدولة وبنائها ، ومستقبل البلاد يكمن في مواطنيها المتعلمين .
لقد أصبحت الحرب اليمنية اختبارًا خطراً ومزعجاً لقطاع التعليم ، حيث يواجه التعليم اليوم تحديات كبيرة مثل: 1) تغيير في شكل تعليم التلاميذ والطلاب والمناهج .
2) ندرة الكتب الدراسية.
3) الإضرابات وضعف راتب المعلم.
4) انتشار المخدرات بين الطلبة.
5) تجنيد بعض اطفال المدارس والزج بهم في الحروب .
6) نقص المباني المدرسية .
7) انقطاع التيار الكهربائي وضعف الأنترنت .
8) تدمير البنى التحتية التعليمية ، وهذا يعني حدوث فجوات خطره في المعرفة والمهارات.
يحذر الخبراء من أنه خلال الحرب يمكن أن تؤدي المشاكل المختلفة إلى فقدان الأطفال والشباب الدافع للتعلم ، وسيؤثر ذلك على مؤهلاتهم ومهنهم وحتى على رواتبهم في المستقبل ، كما يمكن أن تكون عملية استعادة التعليم والتكيف مع الظروف الجديدة للأطفال والشباب المشردين واللاجئين والنازحين أمرًا صعبًا.
لتحسين الوضع التعليمي من الضروري أولاً وقبل كل شيء ضمان سلامة الطلبة والمعلمين وتزويدهم بإمكانية الوصول إلى المواد والموارد التعليمية و تحسين رواتب المعلمين و طرق التعلم عن بعد ان امكن ذلك ، وتقديم المساعدة النفسية للأطفال إذا لزم الأمر ..






